ثورة التحرش

التحرش والاغتصاب هم احدى وسائل ضرب الثورة ومنع النساء من الالتحاق بالميادين , بعد أن أثبتنّ أنهنّ أشرف من كثير من الرجال المتخاذلين , وعلينا أن نقاوم ونكافح هذا الغزو الميداني والفكري  بالأخص حتى يكون لنا دولة تحمينا , وليست غابة, دولة ليست سلطاتها انتهاك انسانية المواطنات والمواطنين , دولة قانون يُطبق فيها العدل , ليست دولة صراع بين فاشية دينية وفاشية عسكرية, دولة بها دستور حقيقي لا دستور تمييزي طائفي يعصف بحقوق الأقليات والمرأة..

إن جميع الظواهر التي تنال حقوق عمود من عمدان المجتمع والدولة لم تزل تنتشر وتسيطر على دولتنا فالتحرش الميداني الذي هو على مرأى ومسمع الخلائق , بداية من حادثة نهى رشدي الشهيرة  , ثم في عام  2005 , ثم توالت التحرشات والاعتداءات الموسمية في الأعياد , ثم اخيرا الثورة وملحقاتها من محمود “1” , وتحرش مفزع في مجلس الوزراء ,  وتحرشات بمسيرات تندد بالتحرش, ومسيرات المرأة , ثم تحرشات لا تتوقف بالمترو , وتحرش جماعي مؤسف في محمد محمود “3” ..

التحرش الجنسي له دلالات بالتحرش السياسي والفكري فالذي يُلزم المراة أن تَلزم بيتها هو متحرش  واخراجها من الأدوار السياسية والمجتمعية بحجة حمايتها من التحرش والاعتداء هو قمة التحرش الفكري , هذه الصيحة أصبحت منتشرة لتبرر الانتهاكات والتحرش ضد المواطنة المصرية لا يجب أن تعلو فوق صيحات النسوة المتحررة في سماء مصر المُلبدة بغيوم الرجعية والجهل.

مساحات الترسيخ لظاهرة التحرش في تمدد مستمر سواء ضمنيا أو تصريحا , عمداً وقصداً أو عن غير قصد فمفردات مثل : متبرجات , كاسيات عاريات , يستحقن بسبب لباسهن .. والكثير , ناهيك عن تعرض المنتقبات والمحجبات للتحرش تماماً مثل غير المحجبة أو كما يقال ” السافرة ” , إذاً التحرش لا يسلم منه أحد حتى القاصرات يُتحرش بهن . فلا داعي لتبرير الرذيلة وتنظير لقيم متدنية يخجل منها الطفل قبل الشيخ ..

إننا في مجتمع متناقض , يُعلي من شأن الدين ويسبه في الشارع كل يوم , نهين المرأة ولا نقدر الاستغناء عنها

الحقائق لا تتعدد , ونحن حق وغيرنا باطل, وستنتصر ارادتنا .

6 تعليقات

  1. Posted by MIDOGMAL on 12 ديسمبر 2012 at 2:03 م

    دلواتي في ميدان التحرير في فرق مكافحة التحرش و شغالين كويس جدا بس المشكلة ان المشكلة الحقيقة مش معروف حي من مين الولد ولا البنت

    رد

  2. Posted by احمد سمير حامد on 12 ديسمبر 2012 at 5:13 م

    مقال رائع تسلم ايدك

    فعلا التحرش مالى البلد من الكبير الى الصغير الحمد لله ان الواحد متمسك بدينه

    رد

  3. التحرش هو سلسلة من القهر تبدأ من القوي للأقل قوة. وللعلم من يربط بين التحرش والرغبة في الجنس أو المتعة أو عمل علاقة مع الفتاة واهم. زمان كان الفتي أو الرجل يتقرب ويعاكس البنت بكلمات معسولة لأنه يأمل أن يحصل على موعد أو لقاء، أما الأن فالتحرش باللفظ والفعل من باب القهر والهدف منه هو تكدير الفتاة أو المرأة وقهرها. حتى الطفل الصغير يقهر من هو أقل منه – مثلا كلاب وقطط الشوارع. نحن شعب مقهور نفسيا وبدنيا: من الحكام، ومن الشرطة، ومن موظفي الدولة في الجهات السيادية، ومن الرأسماليين، ….. إلخ.

    المساواة أمام القانون وحقوق المواطنة وتحقيق العدالة الإجتماعية الطريق الوحيد للقضاء على التحرش.

    أما عن لوم السيدة وتحميلها ذنب وقوع التحرش عليها فهو الطريق السهل لأن كل رجل يعلم أنه تقصير وسوء سلوك منه: تقصير الأباء في تربية أبناءهم الذكور على إحترام المرأة، تقصير في أداء مناسك الدين فغض البصر (للرجل والمرأة) أمر من الله واضح وصريح في القرآن، تقصير في الدفاع عن النساء عندما يقع التحرش عليهن في الأماكن العامة وبدلا من الإحساس بالذنب لعدم الدفاع عنها، الأسهل هو أن نحملها المسئولية.

    ما ترتديه المرأة لا يبرر التحرش بها. هل لو إختلس الموظف نبرر له إختلاسه بأن خزينة الشركة التي يعمل بها ملأنة يالنقود وهو فقير؟ هل لو سرق لص سيارة نقول “أصلها جديدة ولونها حلو ومغري” ؟!!!

    رد

  4. والله كلامك صح بس للاسف هناك الكثير من العوامل التي تساعد في توغل وتوحش هذه الظاهره، فيه عوامل لو تركت لوحدها مش كفاية انها تخلي الظاهره دي ظاهره (زي الوحش الكامن في نفوس غير الاسوياء) وعوامل لو تركت لوحدها قد تؤدي الى تحولها الى ظاهره فعلا (زي الكبت، الكبت الجنسي مع اطالة الفترة الزمنية سوف يكون ممزوجا بالغضب الذي قد يحتاج مجرد شرارة – حتى ولو بريئة – لاشعال النار)
    في آخر الامر المتحرش مجرم صغير احمق بلا جدال، والمجتمع – الآن – يفرغ عدالته العوراء على المجرمين الصغار لانه لايستطيع مواجهة المجرمين الكبار…
    وحماك الله

    رد

  5. Posted by اشرف on 22 مارس 2013 at 7:43 ص

    ان القرآن قد انهى التحرش فى كلمة واحدة لا تقبلها (وقرن فى بيوتكم ولا تبرجن تبرج الجااهلية الاولى )ولكن من يسمع

    رد

أضف تعليق